بعد النجاح المدوي للمسلسل في مختلف البلاد العربية و المهاجر رأى بعض الممثلين من داخل و خارج المسلسل ان هذا المسلسل هو فرصتهم الوحيدة للنجومية و كان ابو شهاب مثالا صارخا على الشهرة التي يمكن ان يجنيها ممثل عادي مثل سامر المصري فاذا بمسلسل واحد يرفعه الى مستوى نجم معروف من المحيط الى الخليج
أراد الممثلون من داخل المسلسل ان يقفزوا هم ايضا الى مقاعد البطولة في المسلسل و لكن هناك ابطال يسرقون منهم الاضواء و يعيقون تطور شخصياتهم.
و الابطال هم ابو عصام و ابو شهاب و معتز
فكان الحل هو الايقاع بين هؤلاء الثلاثة و بين المخرج
فعصام ابن حكيم الحارة كان شخصية سلبية على مستوى البيت بوجود ابيه ابو عصام و على مستوى الحارة بسبب شخصية أبيه و خاله ابو شهاب و بوجود الاثنين فسيبقى عصام شخصية ثانوية و كذلك الحال بالنسبة لابي حاتم الذي كان مجرد شخصية ثانوية بوجود ابو عصام و ابو شهاب.
و عندما تم التخلص من ابو عصام بشكل غير مقنع في اول دقائق من الجزء الثالث ظهرت بوضوح التطورات الايجابية على شخصية ابو حاتم و عصام و اقترابهما من النجومية فلم يبق امامهما الا التخلص من ابو شهاب و نجحوا في ذلك بالتعاون مع شريفة زوجة ابو شهاب التي ارادت التخلص من زوجها ايضا حتى تلعب دورا اكبر في الجزء الرابع مما لو بقي ابو شهاب حيث كانت مجرد ظل له لا تظهر الا معه.
و تذكروا كيف نجحوا في طرد معتز من العمل قبل بدء الجزء الرابع الى ان هدد ابو شهاب بترك المسلسل فاضطر المخرج ذو الشخصية المهزوزة الى اعادة معتز مرغما و عاقب ابو شهاب بالطرد من المسلسل
من الواضح ان هناك من يزرع المشاكل مستغلا ضعف شخصية المخرج و نرجسيته.
والدليل على ما اقول هو تصريحات بعض الممثلين و تذمرهم من ان هناك بعض الشخصيات التي تتدخل في كتابة المسلسل و هذا سبب خروج ابو عصام و ابو غالب. و الايقاع بين المخرج و ابو شهاب كان واضحا.
في الجزء الرابع بدأ ابو حاتم و عصام و شريفة بقطف الثمار. فابو حاتم صار زعيما مع ان ليس فيه من الزعامة الا صوته الذي لا يتناسب مع حجم جسمه و صار يمارس زعامته بشكل مضحك على قائد الثوار في الغوطة . و عصام الذي هو اقرب للميوعة منه للرجولة صار مجاهدا و رجل البيت القوي. اما شريفة التي يمكن ان تنجح كراقصة في كباريه اكثر من زوجة عقيد فصارت هي المسؤولة عن بيت ابو شهاب و املاكه. و صار الثلاثة من ابطال الصف الاول في المسلسل بعد ان اختفى الابطال.
اما المخرج بسام الملا فمن الواضح اهتزاز شخصيته و سهولة التأثير عليه من قبل الاخرين و هو ليس له علاقة بالبيئة الشامية فهو اساسا كردي و عاش في حي للاقلية الكردية على سفح جبل قاسيون و بعيد عن سكان دمشق الاصليين و عاداتهم كما روى بعض العارفين بأصله و نشأته.
و لو تتبعتم الاخبار لوجدتم ان اكثر التصريحات التي تصر على ان باب الحارة لم يتأثر بخروج ابو عصام و ابو شهاب كانت لابي حاتم و لعصام و شريفة و هذا دليل على انهم قد اعلنوا حربهم ضد ابو شهاب و دعمهم للمخرج الذي هو ايضا رأى ان المسلسل هو طريقه للنجومية و رأى ان ابو عصام و ابو شهاب و معتز يمنعونه من تحقيق مراده فأراد التخلص منهم ايضا.. و مما اغضب المخرج حسب اعتقادي هو استقبال الفضائيات لابو عصام و ابو شهاب استقبال الابطال مع تجاهل المخرج الذي يعتبر نفسه المبدع الاول في العمل فتخلص من ابو عصام و لكن ابو شهاب و معتز بدأوا ايضا بتلقي الدعوات من جهات عديدة و خصوصا في بلاد المهجر مع تجاهل المخرج فاراد المخرج الاطاحة بمعتز و استبداله بممثل اخر مدعوم سياسيا و لكن ابو شهاب و من خلال علاقته القوية مع الشركة الداعمة للمسلسل اجهض المحاولة مما حدا بالمخرج للتخلص منه و ذلك بتقليص دور ابو شهاب لعدة مشاهد فقط و منعه من الاشتراك في اي عمل اخر مما اغضب ابو شهاب و دفعه لترك المسلسل مما سبب للمسلسل ضعفا واضحا لآن المخرج لا يستطيع قتل ابو شهاب و لا يستطيع استبداله بسهولة
قد يقول البعض ان مسلسل باب الحارة هو مجرد مسلسل. نعم هذه حقيقة و لكن الاستهتار بالمشاهدين هو عار و مذمة و من حق المشاهدين ان يحاسبوا المخرج و عصابته ابو حاتم و عصام و شريفة على معاملتهم للجمهور كحفنة من الاغبياء
فباب الحارة هو ايضا ملك للجماهير التي خلقت شعبيته و احبت المسلسل بابطاله فاذا بالمخرج و عصابته يقتلون فرحة الجماهير و يؤذون مشاعرهم بأنانية مفرطة
يجب الا نغفل الجانب السياسي في الموضوع فكثير من فناني سوريا لهم علاقاتهم برجال اقوياء في النظام السوري و بعد نجاح المسلسل تم استبدال بعض الممثلين بأخرين ممن لهم علاقات بينما تم تثبيت اخرين و احياءهم بعد موتهم مثل ابو جودت الذي يقول العارفون انه مدعوم للنخاع لآنه ينتمي الى اقلية معينة
باختصار شديد ان نجاح مسلسل باب الحارة هو ايضا سبب تدهوره لان المخرج الذي طرد الابطال ليكرس نفسه حاكما ديكتاتوريا للمسلسل اراد ان يجذب المشاهدين بأحداث مثيرة وجدها المشاهدون بدورهم غير مقنعة و تشابه حبكات الافلام الهندية مما اضر بمصداقية المسلسل الذي رأى فيه الناس شعاع امل لتعليم المجتمع القيم التي تنقصه. و برأيي ان المخرج قد دمر نفسه بهذه التصرفات فهو لن يستطيع انجاز مسلسل شامي اخر و بنفس الشعبية قبل مرور عدة سنوات اخرى حتى لا يكرر نفسه و في نفس الوقت لن يرجع ابو شهاب الا اذا تغير المخرج و اذا اتى المخرج بممثل اخر بدل ابو شهاب فان المشاهدين لن يتقبلوا الامر بسهولة و سيفشل المسلسل...و المخرج قد انتهى عمليا الا اذا وجد من يضغط على ابو شهاب للعودة للمسلسل و لا اظن ان ابو شهاب سيقبل بذلك لان ابو شهاب يتمنى الان تدمير المسلسل على رأس المخرج و خصوصا ان معتز لم ينسحب من المسلسل لدعم ابو شهاب مع ان ابو شهاب ارجعه رغما عن المخرج و لو انسحب معتز لانهار المسلسل تماما لان معتز هو صاحب اكبر عدد من معجبي باب الحارة و لا افهم سبب عدم دعم معتز لابو شهاب الا اذا جعله المخرج يوقع على عقد و بشروط قاسية تلزمه على لمتابعة. و يريد المخرج القول لكل الناس اني انا الذي اوجد المسلسل فعليكم الاهتمام بي و انا الذي استبدل الابطال او اتي بغيرهم او انهي حياتهم في المسلسل فلماذا تتجاهلوني و تهتمون بمن هو ادنى مرتبة مني؟ و مع ان الناس ارتبطوا عاطفيا بالمسلسل و صاروا يتابعونه كجزء من طقوس رمضان حتى و ان لم يقتنعوا بالاحداث فان المخرج لم يهتم بهم بل اهتم بالتركيز على نفسه و على نجوميته و يذكي هذه الافكار الممثلين المتسلقين و المتملقين من داخل و خارج المسلسل الذي يريدون المشاركة بكعكة النجاح.
و النقطة الاكثر اهانة للمشاهدين انهم لم يكفهم ان يحكموا من قبل حكام مفروضين عليهم بل حتى في عالم الدراما الخلبي عليهم ان يخضعوا لنزوات مخرج ديكتاتور تحيطه عصابة من الممثلين المتملقين الفاسدين